12/29/2017

معيقات انتشار شبكة الويفي

أسباب ضعف اشارة الويفي و الصبيب




بسم الله الرحمان الرحيم
وأفضل الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد،

     كلنا يشتكي من 
ضعف إشارة الويفي مع ضعف الصبيب
داخل منازلنا حيث يوجد Routeur Modem .فترى الإشارة و الصبيب جيدين في غرفة بينما في غرفة أخرى تجد الإشارة لا بأس بها مع صبيب ضعيف وينعدمان في غرفة أخرى،وحتى ولو كان المنزل صغير المساحة.



      فأنا شخصيا تعبت من اقتناء وتجربة عدة روتورات (Routeurs) و هوائيات داخل المنزل لتقوية إشارة الويفي لكن للأسف بدون نتيجة، ماعدا هاته الأجهزة التي قامت بتحسين جودة الإشارة ولو بشكل طفيف.لكن كيف تضع أجهزة ضخمة داخل المنزل مع كثرة الأسلاك، وكيف تعرض جسمك لموجات قوية كل يوم؟

       لكن ما لإشارة الويفي تضعف في ركن أو غرفة وتختفي في ركن أو غرفة؟ نجيب عن هذا السؤال بالرجوع إلى قواعد وأسس الحوار الصحيح بين الأشخاص، والتي نأخذ منها النقطتين التاليتين:
     - الإصغاء الجيد للطرف الآخر
     - التزام الدقة في التعبير

فمثلا نأخذ شخصين، شخص A لديه معلومات وشخص B يريد أن يستفسر.فليتم التواصل والحوار الجاد والسليم، يجب على الشخص B أن يقترب من الشخص A وأن يلتزم الدقة في التعبير عن ما أراد الاستفسار عنه. ويجب على الشخص A أن يحسن الاستماع إلى الشخص المستفسر وأن يلتزم بدوره الدقة في الإجابة.أما الشخص B فيجب عليه كذلك الإصغاء الجيد ليعي الرد الذي سيقدمه له الشخص A.


فماذا لو أضفنا حاجزا بين الشخصين أو قمنا بإبعاد الثاني عن الأول؟ تخيلوا كيف سيكون الحوار؟

في هاتين الحالتين الشخصان سيبدلان طاقة إضافية للتحاور. وتتمثل في التكلم بصوت عال وفي قوة التركيز للاستماع. فإما سيكون هناك حوار سليم أو في المقابل حوار مشوش أو منعدم.

       وللتغلب على هاته المشاكل ، فالشخصان يحتاجان إلى آليات تواصل بديلة كالهاتف الثابت مثلا.

       إذن نستخلص من هذا كله ولإنجاح الحوار بين الشخصين A و B ، يشترط الاقتراب وانعدام الحواجز .أو بإضافة آليات أخرى.

       نفس القاعدة تسلط على آليات التواصل عبر شبكة الويفي.فالتواصل والحوار السليم يشترط القرب وانعدام الحواجز بين الهاتف الذكي والمتمثل في الشخص B و Routeur Modem المتمثل في الشخص A.



      أما عن المسافات البعيدة فيمكن طبعا التواصل الجيد بواسطة إضافة هوائيات خاصة يصل مداها إلى عدة كيلومترات.


      إلى حد الآن لازلنا لا نعرف لماذا شبكة الويفي لا تخترق الجدران لتنتشر في جميع أركان المنزل. للإجابة عن هذا السؤال يجب علينا معرفة ودراسة إشارة الويفي.

     قبل ذلك نرجع إلى الشخصين A و B كيف يتم التحاور بينهما ؟ نفترض أنهما متقاربين ، لكن نطرح السؤال ، كيف لكلام الشخص B أو بعبارة أصح كيف لموجة صوت الشخص B أن تنتقل وتقع على مسامع الشخص A؟ ماوسيلة نقل موجة الصوت من B إلى A ؟.


وحيث أن الصوت يحتاج إلى مادة للانتشار ، ففي هاته الحالة ، الهواء هي المادة التي تساعد على نقل الصوت. وخير دليل على ذلك ، فإنك لن تسمع أي شيء إدا سافرت إلى الفضاء حيث يوجد فراغ. وحتى إذا وضعت هاتفا يرن في أنبوب به فراغ فلن تسمع أي شيء.


     فالهاتف الذكي ليتواصل ويحاور Routeur Modem يحتاج إلى وسيلة نقل المعلومات. وإذا افتراضنا أن تلك المعلومات هي على شكل بضائع ، فلك الاختيار في وسيلة النقل التي تناسبك أنت.
فاختر ما بين الثلاث قي الصورة أسفله ومادا لو اخترت الأوسط ها ها ها .


أما أنا فسأختار ما اكتشفه من زمن بعيد البروفيسور هاينريش رودولف هيرتز Heinrich Rudolf Hertz سنة 1888م وهي الموجات الكهرومغناطيسية Ondes électromagnétiques .


    وما شبكة الويفي إلا موجة كهرومغناطيسية مثلها مثل جميع الموجات الأخرى ، كموجة الهاتف GSM وموجة الراديو FM وموجة التلفزة TNT  ...الخ.

    وليكن في علم الجميع أن جميع الموجات الكهرومغناطيسية هي موجات ناقلة للمعلومات لا غير من مكان إلى آخر. ويمكن لهاته المعلومات أن تكون على شكل ضوء أو صوت أو صورة أو طاقة حرارية أو رسالة .....إلخ.

   وما يميز كل موجة عن أخرى وباختصار هو:
           تردد الموجة
           طول الموجة
           سرعة الانتشار

     ولمعرفة المشاكل التي تواجه الويفي، يجب أن نحفظ عن ظهر قلب هاتان النقطتان:

    1- أن الموجات ذات تردد صغير(أي لديها طول الموجة كبير) تستطيع السفر بعيدا بمعنى أن مداها يصل لعدة كيلومترات ، وتستطيع اختراق الحواجز والالتفاف حولها. نأخذ كمثال موجة الراديو FM فعند نفس قدرة الإرسال يلاحظ أن الموجة ذات تردد 88Mhz تصل إلى مدى بعيد عن الموجة ذات تردد 108Mhz .

   2- الموجات ذات تردد كبير (أي لديها طول الموجة قصير) لا تسافر بعيدا وتجد صعوبة في اختراق الحواجز.لكن في المقابل تمكننا من نقل كمية كبيرة من المعلومات.وإشارة الويفي  تردده هو 2.4Ghz ويعتبر من الموجات ذات تردد كبير.


    ويجب أن تعلم كذلك أن الموجة تنتشر بشكل مستقيم في جميع الأنحاء، لكن ليس إلى ما لانهاية بل ستضعف كلما بعدت عن المصدر.

    وعندما تصطدم بحاجز كيفما كان فإنها تتعرض لظاهرة "التوهين" Atténuation مما يعني أنها تفقد نسبة من طاقتها وجودتها.

    وحسب نوعية الحاجز وأبعاده، يمكن للموجة وباختصار:

       1- أن تخترق الحاجز

نلاحظ أن الموجة التي استطاعت اختراق الحاجز تكون ضعيفة القوة مقارنة مع الموجة الأصل.

      2- أن تنعكس على سطح حاجز


      3- أن تكون هناك ظاهرة "حيود" للموجة


هنا نلاحظ إعادة بث موجة جديدة بخصائص الموجة الأولى لكن مع "توهين".

    إلى هنا علمنا أنه ليتم التحاور والتواصل الجيدان بين Routeur Modem  ومع أي مستفيد آخر كالهاتف الذكي مثلا، يجب أن يكون الجسر أو القناة ، إن صح التعبير الرابطة بين الاثنين جيدة وقوية وبدون حاجز.


    وكما أشرنا سابقا ، فإشارة الويفي عندما تصطدم بحاجز فإما تخترقه أو تنعكس عليه لكن مع فقدان نسبة من طاقتها أي من صبيب الانترنت وكذلك تضعف قدرتها على السفر بعيدا.ونسبة التوهين تلك تتفاوت من حاجز إلى آخر .أي لها علاقة مع مادة الحاجز .فستكون ضخمة مع حاجز إسمنتي قوي أو معدني إلى أن تنعدم في الهواء.

    إذن كلما كثرة الحواجز إلا وضعفت جودة الإشارة مع فقدان للصبيب.


    خلاصة القول: الحواجز هي عدوة إشارة الويفي  فلا تصدقوا القيل والقال في الانترنت بغية الإشهار لمنتجات أو لغرض مادي آخر.ضعوا في ذهنكم أنه كلما تفاديتموها(الحواجز) صار المطلوب أفضل.فأنا شخصيا حسب تجاربي العديدة ما وجدت راحة إلى أن قمت بوضع Point access في سطح منزلي حيث تفصلني عن الجار الذي يزودني بالانترنت 10 متر وحائط.(التجربة تجدونها هنا اضغط هنا)


    هاته فقط بعض الأسباب التي تعيق انتشار شبكة الويفي.طبعا توجد أسباب أخرى كمشكل تداخل الموجات ذات نفس التردد ربما نتحدث عنها في موضوع آخر.

في الأسفل يوجد الموضوع على شكل فيديو.
دمتم في رعاية الله وحفظه.
                والسلام عليكم ورحمة الله



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق